الأمراض

كدمات الأطفال .. مدي خطورتها وطريقة علاجها



يتعرض الأطفال بصورة دائمة إلى العديد من الإصابات خاصة إذا كان الطفل مازال صغيرا في سنوات حياته الأولى يتعلم كيف يخطو أولى خطواته أو يتعلم ركوب الدراجة مرورا بالوقعات المستمرة أثناء اللعب وغيرها من الأنشطة والرياضات التي يمارسها أي طفل طبيعي طبقا لمرحلته العمرية. تأتى أبرز أشكال تلك الإصابات في صورة الكدمات مما يجعل الكثير من الآباء والأمهات في قلق دائم خاصة مع تكرار الإصابة. وقد يتجاوز التفكير إلى أن تلك الكدمات قد تكون انعكاس لمرض خطير في جسم الطفل أو وقوع أي اعتداء جسدي عليه. إلا أنه ولحسن الحظ في غالب الأحيان وجود تلك الكدمات يكون أمر عادي جدا. وسنتطرق في هذا المقال إلى كدمات الأطفال وأبرز أسباب حدوثها. وكيف نفرق بين الكدمات الطبيعية وغير الطبيعية؟

كيف تحدث كدمات الأطفال؟

يغطي جسم الإنسان شبكة ضخمة من الشعيرات الدموية الضعيفة. لذلك تحدث كدمات الأطفال عندما يصطدم الجلد والأنسجة الرخوة بالجسم ومن أسفلها الشعيرات الدموية المغذية لها مما يجعلها تتكسر ويحدث تسريب لخلايا الدم الحمراء منها، فتتجمع خلايا الدم الحمراء تحت الجلد لتظهر في صورة خارجية على شكل علامات زرقاء أو حمراء أو أرجوانية. وتمر كدمات الأطفال بعدة مراحل من بداية حدوثها حتى تمام شفائها:

  1. تظهر كدمات الأطفال فور حدوثها في صورة حمراء وطرية. وقد يكون ذلك التجمع الدموي منتفخ.
  2. بعد مرور يومين تتحول الكدمة من اللون الأحمر إلى اللون الأزرق أو الأسود.
  3. بعد مرور من ٥ إلى ١٠ أيام تتحول الكدمة إلى اللون الأخضر ثم الأصفر.
  4. بعد مرور من ١٠ إلى ١٤ يوما تتحول الكدمة إلى اللون البني الفاتح ثم تتلاشى نهائيا.

أهم أسباب ظهور كدمات الأطفال

تحدث كدمات الأطفال للعديد من الأسباب، وتختلف قابلية حدوث الكدمات من طفل إلى آخر في نفس العمر عند التعرض لنفس السبب حيث أن هناك أطفال لديهم قابلية أعلى من غيرهم لحدوث الكدمات. والسبب الطبيعي والأشهر لحدوث كدمات الأطفال هو تصادم جلد الطفل بسطح صلب. إلا أن ظهور الكدمات قد يكون نتيجة لأسباب أخرى تختفي الكدمة فور معالجة السبب إذا توافر له علاج. ومن أهم هذه الأسباب:

  1. نقص فيتامين k وفيتامين c من الجسم، وهما ضروريان لتكوين بروتينات مهمة للمحافظة على سيولة وتجلط الدم بشكل طبيعي في الأوعية والشعيرات الدموية.
  2. انخفاض عدد الصفائح الدموية بالجسم.
  3. تاريخ وراثي في العائلة لسهولة الإصابة بكدمات بسبب ضعف الشعيرات الدموية.
  4. تناول أدوية لوقف تخصر الدم كالهيبارين والأسبرين.
  5. الاستمرار على تناول أدوية غير استيرويدية مضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين والنابروكسين.
  6. بعض المضادات الحيوية.
  7. الإصابة بمرض في الكبد.
  8. الإصابة بأحد أنواع السرطانات وخاصة سرطان الدم المعروف باسم اللوكيميا.
  9. الإصابة ببعض أمراض الدم مثل:

1.مرض الهيموفيليا:

وهي مرض وراثي يمنع الجسم من تكوين جلطات دموية بسبب نقص العامل الثامن من عوامل تجلط الدم. ويميل مريض الهيموفيليا إلى تكوين كدمات لأن النزيف الموضعي تحت الجلد يحدث بقوة بسيطة ولن يتوقف النزيف بسهولة.

2.مرض فون ويلبراند:

وهو أيضا مرض وراثي يتسبب في حدوث نزيف وكدمات بسهولة دون التعرض إلى أي إصابات.

3.الأنيميا وفقر الدم:



بسبب نقص كريات الدم والهيموجلوبين في الجسم. بالإضافة إلى نقص الحديد مما يتسبب في وصول كمية أقل من الأكسجين إلى الجلد مما يجعله أكثر عرضة للكدمات.

4.نقص الصفائح الدموية:

فرفرية نقص الصفائح مجهول السبب:

وهو مرض مناعي ذاتي يقوم فيه الجسم بإنتاج أجسام مضادة تقوم بمهاجمة وتحطيم الصفائح الدموية في الدم. وتحدث الكدمات في هذا المرض في صورة بقع تشبه الطفح الجلدي خاصة على المؤخرة والساقين.

5.فرفرية هينوخ شونلاين:

تشبه إلى حد كبير متلازمة نقص الصفائح مجهول السبب وتأتى في صورة كدمات حمراء تحت الجلد.

علاج كدمات الأطفال

يتم غالبا علاج كدمات الأطفال منزليا باتباع الخطوات التالية:

  1. عدم استعمال الجزء المصاب وإراحته قدر الإمكان.
  2. وضع كيس من الثلج ملفوف في منشفة فوق الكدمة مباشرة لمدة تتراوح من ١٠ إلى ٢٠ دقيقة. ويتم تكرار ذلك عدة مرات على مدار اليوم ولمدة يومين بعد الإصابة عند الحاجة.حيث يتسبب الثلج في انقباض الأوعية والشعيرات الدموية مما يقلل من تسرب الدم ويقلل من فرصة حدوث تجمع دموي في صورة كدمة أو تورم تحت الجلد.
  3. في حالة حدوث تورم مصاحب للكدمة، يتم لف الجزء المصاب برباط ضاغط مرن دون أن تكون ضيقة حتى لا يؤثر على سريان الدم بصورة طبيعية في المنطقة المصابة.
  4. رفع الجزء المصاب باستمرار في اتجاه عكس الجاذبية إن أمكن لتنشيط الدورة الدموية.
  5. وضع مراهم مسكنة ومضادة للالتهاب فوق الكدمة وتناول مسكنات لفترة مؤقتة إذا استدعى الأمر.

يجب استشارة الطبيب الخاص بطفلك في الحالات الآتية:



  1. وجود تورم مؤلم وحاد في المنطقة المصابة بكدمات.
  2. استمرار الشعور بآلام بعد مرور ثلاثة أيام من حدوث إصابة طفيفة.
  3. حدوث كدمات بصورة متكررة بدون أسباب واضحة وخصوصا على الخصر والظهر والوجه.
  4. في حالة وجود تاريخ من النزيف الشديد أو سهولة حدوث الكدمات.
  5. وجود ورم دموي فوق الكدمة.
  6. حدوث نزيف غير طبيعي في أماكن أخرى من الجسم مثل الأنف واللثة.

هل يمكن أن تتسبب المشاكل النفسية في إحداث كدمات الأطفال؟

أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الاكتئاب قد يؤدي إلى تغييرات جسدية منها ظهور كدمات الأطفال الزرقاء. ويتم تأكيد ذلك عند وجود أعراض أخرى للإصابة باضطرابات نفسية مع كدمات غير معروفة السبب.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


المصدر
Kids’ Health: Causes of Abnormal BruisingMy Child Has a Bruise: When Should I Worry?Bruises and bruising


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *