الأمراض

السمنة: الأسباب والأضرار والعلاج



تعد السمنة مشكلة صحية معقدة لا تقتصر على مجرد القلق بشأن المظهر الخارجي ولكنها ترتبط  بكثير من الأمراض وتتسبب في الكثير من المشاكل الصحية وأشهرها مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب التاجية. وسنتعرف في هذا المقال على أهم مسببات السمنة وأضرارها وكذلك سوف نتطرق لأهم طرق علاجها.

ماهي السمنة؟

يطلق مصطلح السمنة على من يعاني من ازدياد الوزن مع وجود الكثير من الدهون في الجسم. الطريقة الأكثر استخداما لمعرفة ما إذا كنت تعاني من السمنة أم لا هي حساب مؤشر كتلة الوزن BMI وهى تساوى وزن الجسم بالكيلوجرامات على مربع طول الجسم بالمتر. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تُعرَّف السمنة عند البالغين بأنها وجود مؤشر كتلة جسم يبلغ 30.0 أو أكثر، بينما السمنة عند الأطفال تُعرَّف بمؤشر كتلة الجسم 95 أو أكثر.

لا يمكن استخدام مؤشر كتلة الجسم لتشخيص السمنة لكل الأشخاص لأن الأشخاص ذوي العضلات الشديدة يمكن أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم مرتفعًا دون وجود الكثير من الدهون. أفضل مقياس للدهون الزائدة هو حجم الخصر، بشكل عام، الرجال الذين يبلغ حجم خصرهم 94 سم أو أكثر والنساء الذين يبلغ حجم خصرهم 80 سم أو أكثر هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية مرتبطة بالسمنة.

أسباب السمنة

تحدث السمنة عندما تتناول سعرات حرارية أكثر مما تحرقه من خلال الأنشطة اليومية العادية والتمارين الرياضية. فتتحول هذه السعرات الحرارية الزائدة إلى دهون. وعليها مسببات السمنة هي:

عادات غذائية غير صحية.

 يساهم النظام الغذائي الغني بالسعرات الحرارية، والذي يفتقر إلى الفواكه والخضروات، والمليء بالوجبات السريعة عالية السعرات، والأطعمة الدهنية والسكرية والمشروبات عالية السعرات الحرارية مثل المشروبات الغازية والكحولية في زيادة الوزن والتسبب بالسمنة.

قلة المجهود الحركي ونظام الحياة الخامل. 

قضاء الكثير من الوقت في الجلوس على المكاتب أو على الأرائك أو في السيارات، بالإضافة إلى استخدام أجهزة التحكم عن بعد والسلالم المتحركة والتسوق عبر الإنترنت والبنوك وعدم ممارسة أي نشاط بدني يؤدي إلى السمنة.



لكن الأمر لا يتعلق دائمًا فقط بالسعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها، أو اتباع أسلوب حياة خامل؛ هناك بعض الأسباب التي لا يمكنك السيطرة عليها. ومن أمثلتها:

عوامل جينية ووراثية

تميل السمنة إلى الانتشار في العائلات حيث تؤثر الجينات في كيفية معالجة جسمك للطعام وتحويله إلى طاقة وكيفية تخزين الدهون وكذلك أماكن توزيعها، بالإضافة إلى تنظيم الجسم للشهية.

الإصابة بأمراض وتناول أدوية معينة

يمكن إرجاع السمنة إلى سبب طبي، مثل متلازمة برادر ويلي Prader-Willi syndrome ومتلازمة كوشينغ أو قصور الغدة الدرقية ومتلازمة تكيس المبايض (PCOS) وحالات أخرى. كما يمكن أن تؤدي المشكلات الطبية، مثل التهاب المفاصل إلى انخفاض النشاط، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

كما يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن، تشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للنوبات الصرعية، وأدوية السكري، والأدوية المضادة للذهان، والمنشطات والستيرويدات.

السن

يمكن أن يُصاب الإنسان بالسمنة في أي عمر حتى في الطفولة. ولكن مع التقدم في العمر، والتغيرات الهرمونية وقلة الحركة وانخفاض كتلة العضلات يزداد خطر الإصابة بالسمنة.



عادات النوم

يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو الحصول على قسط كبير من النوم إلى تغيرات في الهرمونات تزيد من الشهية.

الحمل

زيادة الوزن شائعة أثناء الحمل. تجد بعض النساء صعوبة في إنقاص هذا الوزن بعد ولادة الطفل والذي قد يتطور إلى السمنة لدى النساء.

عوامل أخرى

مثل:

  • الإقلاع عن التدخين؛ في الغالب يرتبط ترك التدخين بزيادة الوزن. ومع ذلك وجب التنويه أنه على المدى الطويل، لا يزال الامتناع عن التدخين بالطبع يفيد صحتك أكثر من الاستمرار في التدخين. يمكن أن يساعدك طبيبك في منع زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين.
  • الضغط العصبي؛ فغالبًا ما يبحث الناس عن المزيد من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية عند مواجهة المواقف العصيبة.
  • العوامل الاجتماعية والاقتصادية؛ مثل عدم توافر مناطق آمنة للمشي أو ممارسة الرياضة وكذلك عدم وجود قدرة اقتصادية  للحصول على الأطعمة الصحية أو عدم تعلم طرقًا صحية للطهي. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الأشخاص المحيطين بك في وزنك – فأنت أكثر عرضة للإصابة بالسمنة إذا كان لديك أصدقاء أو أقارب يعانون من السمنة.

شاهد أيضا

أضرار ومخاطر السمنة

لا تؤدي السمنة فقط إلى مجرد زيادة الوزن بل يؤدي وجود نسبة عالية من الدهون في الجسم إلى العضلات إلى إجهاد عظامك وكذلك أعضائك الداخلية.  تم ربط السمنة بعدد من المضاعفات الصحية، يمكن أن يهدد بعضها الحياة إذا لم يتم علاجها ومنها:



  • داء السكري من النوع 2.
  • أمراض القلب التاجية.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • بعض أنواع السرطان (الثدي والقولون وبطانة الرحم).
  • السكتة الدماغية.
  • أمراض المرارة.
  • أمراض الكلى.
  • مرض الكبد الدهني.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتصلب الشرايين.
  • توقف التنفس أثناء النوم ومشاكل التنفس الأخرى.
  • التهاب المفاصل.
  • هشاشة العظام.
  • انخفاض الخصوبة والعقم.
  • متلازمة التمثيل الغذائي.
  • مضاعفات الحمل مثل: سكري الحمل أو تسمم الحمل.
  • زيادة معدل الوفاة.

كما تؤثر السمنة على جودة الحياة حيث تتسبب في صعوبات في الأنشطة اليومية وتتسبب في العديد من المشاكل منها:

  • ضيق التنفس.
  • زيادة التعرق.
  • الشخير.
  • صعوبة القيام بالنشاط البدني.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • تدني الثقة واحترام الذات.
  • الشعور بالعزلة.
  • الاكتئاب.
  • انخفاض إنجاز العمل.

الهدف من علاج السمنة

الهدف من علاج السمنة هو التخلص من الوزن الزائد والوصول إلى وزن صحي والاستمرار عليه، وذلك للحفاظ على الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات المتعلقة بالسمنة. تستغرق برامج إنقاص الوزن وقتًا والتزامًا، وعادة ما يكون هدف العلاج الأولي هو إنقاص الوزن بشكل متواضع حوالي 5٪ إلى 10٪ من إجمالي وزنك. هذا يعني أنه إذا كان وزنك 90 كيلوجرامًا، فستحتاج فقط إلى خسارة حوالي 4.5 إلى 9 كجم حتى تبدأ صحتك في التحسن. ومع ذلك، فكلما زاد الوزن المفقود، زادت الفوائد.

علاج السمنة

تتطلب جميع برامج علاج السمنة تغيير في النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني والحركي. تختلف طرق العلاج من شخص لآخر تبعا لمعدل السمنة لديه ومستوى صحته العامة وقدرته على ممارسة الأنشطة.

النظام الغذائي

لا توجد قاعدة واحدة تنطبق على الجميع، ولكن فقدان الوزن بمعدل من 0.5 إلى 1 كجم في الأسبوع يعتبر معدلاً آمنًا، فيُنصح معظم الناس بتقليل استهلاكهم للطاقة بمقدار 600 سعرة حرارية في اليوم.

من ضمن التغييرات في النظام الغذائي لمعالجة السمنة أيضا خفض السعرات الحرارية بالنسبة لمعظم الرجال، يعني هذا استهلاك ما لا يزيد عن 1900 سعرة حرارية في اليوم؛ وبالنسبة لمعظم النساء، لا يزيد عن 1400 سعرة حرارية في اليوم.

خيارات الطعام الصحية مثل:

  • الإكثار من الفاكهة والخضروات.
  • اختيار أصناف الحبوب الكاملة.
  • إضافة بعض الحليب ومنتجات الألبان.
  • التركيز على مصادر البروتين قليلة الدهون: بعض اللحوم والأسماك والبيض والبقوليات.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات عالية الدهون والسكريات.
  • تجنب الإكثار من الملح لأنه قد يتسبب في رفع ضغط الدم.

برامج الحمية والوجبات الغذائية 



تجنب الحميات الغذائية التي  قد تنصح بممارسات غير آمنة، مثل الصيام لفترة طويلة تصل إلى 48 ساعة أو الامتناع عن تناول مجموعات غذائية كاملة. هذه الأنواع من الحميات الغذائية يمكن أن تجعلك تشعر بالمرض، وليست طويلة المدى لأنها لا تُعلمك عادات الأكل الصحية.

ولكن بالرغم من ذلك يُمكن اتباع برامج الحمية التجارية التي تعتمد على مبادئ طبية وعلمية سليمة ولكن لابد من اتباعها تحت إشراف الطبيب المعالج.

ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية

من العوامل المساعدة لعلاج السمنة ممارسة الأنشطة حيث يتسنى للفرد حرق الدهون والسعرات الحرارية على النحو التالي:

  • يوصي الأطباء بأن يمارس البالغون ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط المعتدل الى المتوسط الشدة في الأسبوع – على سبيل المثال، 5 جلسات من التمارين لمدة 30 دقيقة في الأسبوع. مثل:المشي السريع وركوب الدراجات والسباحة الترفيهية والرقص.
  •  الاستمرار في الحركة يمكن أن يكون هذا في شكل تمرين رياضي، أو حمل أكياس التسوق، استخدام الدرج بدلا من المصاعد، المشي بدلا من ركوب المواصلات.

أدوية إنقاص الوزن

قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية لإنقاص الوزن بالإضافة إلى خطط التغذية والتمارين الرياضية؛ خصوصا إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك يبلغ 27.0 أو أكثر بالإضافة إلى وجود المشكلات الصحية المتعلقة بالسمنة.

الأدوية التالية تمت الموافقة عليها من قِبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) للاستخدام طويل الأمد (12 أسبوعًا أو أكثر) وهي إما تعيق امتصاص الدهون أو تسد الشهية ومنها:

  •  فينترمين / توبيراميت .
  • نالتركسون / بوبروبيون .
  • ليراجلوتيد (ساكسندا).
  • أورليستات ( Xenical)، الوحيد المعتمد من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للاستخدام في الأطفال بعمر 12 عامًا فما فوق.

هذه الأدوية غير آمنة بالكامل وقد تسبب بعض الآثار الجانبية غير السارة لذلك يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب.



جراحات إنقاص الوزن (جراحات السمنة)

يعمل هذا النوع من الجراحة عن طريق الحد من كمية الطعام التي يمكنك تناولها بشكل مريح أو عن طريق منع جسمك من امتصاص الطعام والسعرات الحرارية، وفي بعض الأحيان يمكن أن تفعل كلا الأمرين. ولكن عادة ما تكون جراحة السمنة متاحة فقط لعلاج الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة حيث مؤشر كتلة الجسم لديهم 40 أو أكثر، أو ما بين 35 و 40 يصاحبه حالة صحية خطيرة أخرى، مثل مرض السكري من النوع 2 أو ضغط الدم المرتفع.

من أمثلة جراحات السمنة:

  • جراحة المجازة المعدية.
  • ربط المعدة القابل للتعديل بالمنظار (LAGB).
  • جراحة تكميم المعدة.
  • تحويل مسار المعدة.

وأخيرا..إن السمنة مشكلة معقدة لا يوجد حل سريع لها فكما اكتسبت الدهون في فترة طويلة كذلك فقدانها سيستغرق الكثير من الوقت، ولكن تذكر أنه حتى فقدان ما يبدو أنه قدر ضئيل من الوزن، مثل 3٪ أو أكثر من وزنك الأصلي والحفاظ عليه مدى الحياة، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمضاعفات مرتبطة بالسمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب بصورة كبيرة. لذلك استمر وواصل وضع نصب عينيك هدفك لكي تصل اليه.

هل كان هذا المقال مفيد ؟
مفيدغير مفيد


المصدر
ObesityHow is obesity diagnosed?


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *